الثلاثاء، 30 أبريل 2013

موعظة حسنة للشيخ محمد الشنقيطي الحياة مع الله

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صل الله عليه وسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

أحبتي في الله

جئتكم اليوم بموعظة للشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله 
والله انها موعظة حسنة تدمع العين لسماعها وتهز كيانك كلماتها
أحبتي في الله كونوا مع الله واتقوا الله وتوبوا إلى الله فوالله إن الله غفور رؤوف بنا.


 الحياة مع الله








كلمات الموعظة : 


الحياة إما للإنسان وإما عليه
تمر ساعتها ولحظاتها وأيامها وأعوامها تمر على الإنسان
فتقوده الى المحبة والرضوان حتى يكون من أهل الفوز والجنان
أو تمر عليه فتقوده إلى النيران وإلى غضب الواحد الديان .
الحياة إما أن تضحكك ساعة لتبكيك دهرا ، وإما أن تبكيك ساعة لتضحكك دهرا .
الحياة إما نعمة للإنسان أو نقمة عليه !!.
هذه الحياة التى عاشها الأولون وعاشها الاباء والاجداد وعاشها السابقون فساروا الى الله عزوجل بما كانوا يفعلون

الحياة معناها كل لحظة تعيشها وكل ساعة تقضيها ونحن فى هذه اللحظة نعيش حياة اما لنا واما علينا

فالرجل الموفق السعيد من نظر فى هذه الحياة وعرف حقها وقدرها فهى والله حياة طالما ابكت اناسا فما جفت دموعهم ! وطالما اضحكت اناسا فما ردت عليهم ضحكاتهم ولا سرورهم !

الحياة احبتى فى الله جعلها الله ابتلاء واختبارا وامتحانا تظهر فيه حقائق العباد ففائز برحمة الله السعيد ومحروم من رضوان الله شقى طريد! كل ساعة تعيشها اما ان يكون الله راض عنك فى هذه الساعة التى عشتها واما
والعكس والعياذ بالله واما ان تقربك الى الله واما ان تبعدك من الله

وقد تعيش لحظة واحدة من لحظات حب الله وطاعة الله تغفر بها سيئات الحياة وتغفر بها ذنوب العمر !
 وقد تعيش لحظة واحدة تتنكب فيها عن صراط الله وتبتعد فيها عن طاعة الله تكون سببا فى شقاء الانسان حياته كلها

نسال الله السلامة والعافية

فهذه الحياة فيها داعيان داعى الى رحمه الله وداعى الى رضوان الله وداعى الى محبة الله

واما الداعى الثانى فهو داعى الى ضد ذلك شهوة امارة بالسوء او نزوة داعية الى خاتمة السوء
والانسان قد يعيش لحظة من حياته يبكى فيها بكاء الندم على التفريط فى ذنب ربه يبدل الله بذلك البكاء سيئاته حسنات !

وكم من اناس اذنبوا وكم من اناس أساءوا وكم من اناس ابتعدوا وطالما اغتربوا عن ربهم فكانوا بعدين عن رحمه الله  غريبين عن رضوان الله وجائتهم تلك الساعة واللحظة وهى التى نعنيها بالحياة الطيبة لكى تراق منهم دمعة الندم ولكى يلتهب فى القلب داعى الالم فيحس الانسان انه قد طالت عن الله غربته وقد طالت عن الله غيبته لكى يقول

انى تـائب الى الله منيب الى رحمته ورضوانه

وهذه الساعة هى الساعة التى هى مفتاح السعادة للانسان ساعة الندم !!

وكما يقول العلماء ان الانسان قد يذنب ذنوبا كثيرة ولكن اذا صدق ندمه وصدقت توبته بدل الله سيئاته حسنات فاصبحت حياته طيبة بطيب ذلك الندم وبصدق ما يجده فى نفسه من الشجى والالم
فنسال الله العظيم رب العرش الكريم ان يحيى فى قلوبنا هذه الداعى الى رحمته وهذا الالم الذى نحسه من التفريط فى جنبه

أحبتى فى الله كل واحد منا نريده ان يسال سؤالا؟ ان يسال نفسه عن الليل والنهار؟ كم يسهر من الليالى؟ وكم يقضى من الساعات؟ كم ضحك فى هذه الحياة؟ وهل هذه الضحكة ترضى الله عزوجل عنه؟ وكم تمتع فى هذه الحياة؟ وهل هذه المتعة ترضى الله عز وجل عنه؟ وكم سهر وهل هذا السهر يرضى الله عزوجل عنه؟ وكم وكم؟ سؤال يسال فيه نفسه وقد يبادر الانسان لماذا اسال هذا السؤال ؟

نعم تسال هذا السؤال لانه ما من طرفه عين ولا لحظة تعيشها الا وانت تتقلب فى نعمة الله عزوجل فمن الحياء مع الله والخجل مع الله ان يستشعر الانسان عظيم نعمة الله عليه من الحياء والخجل ان نحس اننا نطعم طعام الله واننا نستقى من شارب خلقه الله واننا نستظل بسقفه واننا نمشى على فراشه واننا نتقلب فى رحمته فما الذى نقدمه فى جنبه

يسال الانسان نفسه؟ يقول الاطباء ان فى قلب الانسان مادة لو زادت 1 % او نقصت 1% مات فى لحظته !!


فأي لطف ؟! وأي رحمه !؟ وأي عطف؟! وأي حنان من الله يتقلب فيه الانسان ؟!

يسال الانسان نفسه عن رحمه الله فقط اذا اصبح الانسان وسمعه معه وبصره وقوته معه فمن الذى حفظ له سمعه ؟! ومن الذى حفظ له بصره ؟! ومن الذى حفظ له عقله ؟! ومن الذى حفظ له روحه؟!يسال نفسه من الذى حفظه له هذه الاشياء ؟ من الذى يمتع بالصحة والعافية

الناس المرضى على الاسرة البيضاء يتأوهون ويتألمون! والله يتحبب الينا بهذه النعم يتحبب الينا بالصحة بالعافية بالامن بالسلامة كل ذلك فقط لكى نعيش هذه الحياة الطيبة !

الله تعالى يريد من عبده امرين الامرالاول فعل فرائض والامرالثانى ترك نواهيه ومحارمه

ومن قال ان القربى من الله عزوجل فيه الحياة الاليمة او فيه الضيق فقد أخطا الظن بالله والله اذا ما طابت الحياة فى القربى الى الله عز وجل فلن تطيب بشئ سواه واذا ما طابت بفعل فرائض الله وترك محارم الله فوالله لا تطيب بشئ سواه ويجرب الانسان متع الحياة كلها فانه والله لا يجد اطيب من متع العبودية لله بفعل فرائض الله وترك محارم الله

انت مأمور بامرين اما ان ياتيك العمل افعل او لا تفعل اذا جئت تفعل اى شئ فى هذه الحياة فاسال نفسك هل الله عزوجل اذن لك بفعل هذا الشئ او لم يأذن لك أى شئ تفعله

فالاجساد ملك لله ... والقلوب ملك لله... والارواح ملك لله...

فينبغى للانسان إذا أراد ان يتقدم او يتاخر يسال نفسه هل الله راض عنه اذا تقدم ؟ فليتقدم او الله غير راض عنه فليتاخر فوالله ما تاخر انسان ولا تقدم وهو يرجو رحمه الله الا ارشده الله
ولذلك السعادة الحقيقة والحياة الطيبة فى كل القرب الى الله القرب ممن من ملك الملوك ... وجبار السماوات والارض ... الامر امره ... والخلق خلقه ... والتدبير تدبيره

ولذلك تجد الانسان دائما فى قلق وفى تعب تجد الشخص يتمتع بكل الشهوات ولكن والله الذ الناس فى الشهوات أكثرهم الاما نفسية واكثرهم قلقا نفسية واكثرهم زجرا بالحياة واذهب وابحث عن اغنى الناس تجده اتعب الناس فى الحياة لماذا؟! لان الله جعل راحة الارواح فى القرب منه وجعل لذة الحياة فى القرب منه وجعل انس الحياة فى الانس به سبحانه وتعالى
والصلاة الواحدة يفعلها الانسان من فرائض الله بمجرد ما ينتهى من ركوعه وسجوده وعبوديته لربه بمجرد ما يخرج من مسجده يحس براحة نفسيه والله لو بذل لها اموال الدنيا ما استطاع اليها سبيله

الحياة ... الطيبة فى القرب من الله
الحياة ... الهنيئة فى القرب من الله
اذا كان ما طابت الحياة بالقرب من الله فبمن تطيب !!

والسلام عليكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق